# # # #
   
 
 
[ 08.05.2009 ]
رسالة شهداء التحالف للمؤتمر الثالث




عرضحال من شهداء التحالف ـ مايو 2004

(نحن الموقعون أدناه.. مقاتلو التحالف البعيدين عن المشاركة الفعلية في صياغة مستقبل التحالف في المرحلة الراهنة التي يمر بها كل عالمنا المسمى بالتحالف.. نحن المصنفين في أعلى النماذج والدفاتر والسجلات أسبقية، التي أبتدعها التحالف عند مطلع العام 1995 .. تحت تسمية (سجل الشهداء الأبطال) .. نود أن نورد رأينا في هذا المنعطف الصعب الذي تمر به ثورة الحرية والتجديد.

نحن الموقعين أدناه.. نود أنى نثبت أولاً:

 أننا قد انخرطنا طواعية في التحالف، بكل الإيمان والقناعات والإخلاص، لنصرة قضية شعبنا في تحقيق العدالة والمساواة والسلام والديمقراطية.. والعدالة في فهمنا أن تكون مواطن  سوداني متساوي في الحقوق والواجبات.. في المسئولية الجماعية.. في دولة جديدة سنـسميها السودان الجديد.

لا فرق بين تحالفي وأخر .. كلنا نأتي من قاعدة المواطنة السودانية.. لا عرق.. لا قبيلة، ولا دين أو ثقافة تفرق.. دخلنا معسكرات التحالف كما اشترط وعلمنا المنهج التحالفي.. (بعد أن خلعنا كل أثوابنا القديمة) .. نص ذلك المنهج على ثوابت لا تقبل أنصاف الحلول:

اخلعوا كل الثياب القديمة.. لا مجال لارتباط سياسي قديم، إن كنتم من اليسار أو اليمين.. لا مؤتمر أو شيوعي أو مؤتمر مستقلين أو تحالف هامش، أو قوى آتية من الريف.. أو عسكر مسيسين يحملون بعض تبعات الماضي البعيد.. لا مجال هنا حتى للمحايدين.. اخلعوا كل أثواب الانتماء السياسي والديني والثقافي والقبلي ..

 لينصهر الجميع في مرجل التحالف.. الذي يتساوى فيه الكل.. وتتوحد القضية والحاضر والمستقبل لكل من يقدم على الدخول.

 قلتم لنا إن الخلاف السياسي وارد في إي مرحلة من الثورة، ولكن كل الخلافات تحل في داخل التنظيم وباستقلال كامل لقرار التنظيم.. قلتم لنا إن التحالف عائلة واحدة حميمة الترابط والانتماء.. قلتم لنا إن مقاتل التحالف هو بين أسرته.. لا عداء ولا حقد ولا تشكيك.. ولا نبذ عن الأسرة .. وأن للتحالف منهج انضباط تنظيمي يستند أساسا على الصدق وروح الزمالة والمصداقية... وإن المنهج التحالفي ـ منهج إصلاح ـ.. وليس منهج عقاب.. إن البشر خطاؤون.. ولذا سنعالج خلافاتنا بعد أن نجلس على الأرض..  وكل مقاتل يدلي بإفادته وحججه وأسانيده.. ونقبل جميعاً المراجعة والنقـد الذاتي الصادق .. نجلس تحت شجر الميدان لنحكم في مصائرنا.. وفي معالجة معضلات وطننا الشائكة حاضراً ومستقبلاً.

نكتب لكم هذا  العرضحـال .. لأننا مشفقين على مشروعنا العظيم.. مشفقين أن نكون قد مضينا مستندين تماماً على قدسية تعهدات وثوابت بنصرة قضية الحرية والتجديد.. قضية لن تخضع أبداً للتسويات وأنصاف الحلول.. (هل باع التحالف القضية؟).. أو صرف النظر عنها لمؤثرات جانبية.. إن في ذلك، نقض كامل للعهد والميثاق الذي وقعنا عليه بدمائنا وأرواحنا غير نادمين.

نود أن نؤكد أيضاً.. أن معظمنا مجهولين.. لم يسمع بنا الكثير من أبناء التحالف المخلصين..المنتشرين في كل بقاع العالم.. ندرك تماماً إن فرصة تقديمنا لهم لم تصل بعد.. وإن إعلان أسمائنــا  حتى لأقرب ذويـنا لم يحن بعد ـ وهذا كله لا يهمنا.

نحن في صبر تحالفي.. سننتظر وصول طلائعكم لعاصمة السودان الجديد الموحد أرضاً وشعباً.. ننتظر وصولكم في يوم التحرير حينما يتحقق السلام، وتستعاد الديمقراطية وتتم المحاسبة، وتؤطر حقوق الإنسان .. وعندهــا سيبدأ مشروعنا الكبير .. سودان جديد يبنى على المواطنة والمشاركة والعدالة والمساواة.

نحن وضعنا كل آمالنا وطموحاتنا الذاتية لتتحقق في يوم التحرير والانتصار..  في ذلك اليـوم سيعرف كل أعضاء التحالف المخلصين الأوفياء أسماءنا وهوياتنا.. ما استطعنا تقديمه كان أقصى ما متيسر لنا.. فقدمناه للشعب السوداني وللوطن.. ونحن على قناعة تامة بأن من ينتمون لنا في التحالف.. سيكونون في الاستقبال..  وسيعرفون أين كنا طوال السنوات الماضية.؟

لكل ما تقدم.. نحن الموقعون على هذا العرضحال..  نقر تماما بأننا لا نملك أي قضية مطلبــية مهما كان نوعها.. كل ما نتقدم به هو أن يعمل حزب التحالف بعد التحرير على تجميع رفاتنا المنتشرة عبر ألف ومائـة ميلاً على طول الحدود الشرقية للوطن...  تجميعها بعد التحرير في (مقبرة شهداء التحالف) .. والتي نرى أن تكون في عروس التحالف البكر.. مينزا.. والتي روى العشرات من الموقعين هنا أشجارها.. ونبتوا أطفالاً  وجيــلاً جديــداً فيها..

وأخيرأ:

نطلب من الأمين العام لحزب التحالف.. وحتى تدرك الأجيال القادمة بعض ما قدم آباؤهم من أجل المستقبل الأفضل، أن تكتب كل أسماء (الشهداء التحالفين) في قائمةة خشبية عادية، وتلصق كلوحة جدارية في قاعة اجتماعات حزب التحالف الرئيسية.. كل أسمائنا.. وأن يكتب في أسفلها

قائمة أسماء مقاتلي التحالف الذين لم يستطيعوا الوصول للقاعة.. سقطوا خلال المسيرة نحو الوطن والمستقبل.. على طول جبهة النضال.

*****************************
· أرسلت هذه الرسالة في مايو 2004. أعيد نشرها اليوم بمناسبة المؤتمر الثالث للحزب.

الصورة: القائد عصام الدين ميرغني عضو المجلس المركزي للتحالف الوطني السوداني



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by